القصة : ( تعرض أحد الأندية السعودية الكبيرة لهزيمة قاسية أمام فريق كبير آخر قوامها ( 6 ) أهداف مقابل لا شيء وقد اضطر حكم المباراة إلى إيقاف المباراة قبل نهايتها بسبب إصابة عدد كبير من لاعبي الفريق المهزوم .
وقد تحدث الناس عن أن اللاعبين تعمدوا ادعاء الإصابة حتى لا تزداد غلة الأهداف خاصة أن الفريق كان من الأساس منهار نفسياً نتيجة تراكمات سابقة إضافة إلى أن حارس الفريق قد تم طرده وقام أحد اللاعبين بالقيام بمهام الحراسة – اضطرارياً - )
التعليق :
( بالطبع تحدث الكثير على أن ما حدث فضيحة كبرى قد هدمت كل التاريخ الطويل والإنجازات العظيمة لذلك النادي طوال مسيرته .. وكل ذلك لم يكن مدار استغراب بالنسبة لي غير أن كاتبين اثنين كتبا مقالين استهدفا جانب الخطر في داخلي وجعلاني أشعر أن الكتابة فعلاً أمانة وقد تهدم تماما كما تبني ..
وللاختصار فإني أذكر جملتين فقط مما قالا :
فقد قال أحدهما :
1 - هذه الفضيحة سيظل يذكرها أجيال وأجيال .
وقال الآخر المتعصب للفريق المنافس :
2 - هذه الفضيحة ستظل تؤثر على أجيال النادي لأكثر من خمسين سنة قادمة .
وهنا ( مربط الفرس ) بالنسبة لي وهو موضوع الأجيال حيث أننا بحاجة إلى بناء أجيال قوية وواعية ووحكيمة تحسن التصرف وتجيد استغلال الفرص .
وحتى أكون أكثر وضوحاً وواقعية فإني أستأذن القارئ الكريم في مناقشة الموضوع بهدوء وروية وبعيدا عن العاطفة ..
أولاً : دعوني أسأل هذا السؤال : ما السبب وراء وفاة مشجعين من أحد الأندية السعودية 19 سنة و 27 سنة في مدرجات النادي بعد هزيمة فريقهم في مباراتهم أمام الفريق المنافس وفي مباراة مصيرية ؟ هل يستطيع أحد أن يجيبني بقوله : ماتوا بسبب ( حب النادي ) .
حتى وإن تجرأ أحد وقالها فسيشعر ببعض الحرج .. أتدرون لماذا ؟ لأن الموضوع وبكل بساطة ( لعبة ) ...وما أدى إلى وفاتهم سوى خوفهم من الشماتة والعاصفة الهوجاء من التجريح والتلميح التي ستطالهم وتطال ناديهم وحتى إمام مسجد ناديهم لن ينجو من عبارات الغمز واللمز مع أنه في واد وكرة القدم في واد .
والآن اسمحوا لي بالسؤال الثاني وهو : ما هي الخيارات التي كانت متاحة أمام لاعبي أو إدارة النادي بعد دخول الهدف السادس في المباراة ؟
طبعاً ليس هناك سوى خياران اثنان لا ثالث لهما : أولهما / إكمال المباراة واعتبار ذلك شجاعة وثبات على المبدأ . وثانيهما / الانسحاب والخروج بأقل الخسائر .. وهنا لن أسمح لأحد بأن يقاطعني ويقول لي أن خيار الانسحاب غير وارد وإلا فلماذا خصص له بند مستقل وخاص في قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم .. ولو فرضنا أن فريقاً ما سجل هدفاً واتجه ستة من لاعبيه إلى الجمهور للاحتفال بالهدف ثم وقع عليهم حادث وأصيبو جميعاً فهل سيكمل الفريق المباراة .. بالطبع لا. إذا موضوع الانسحاب وارد جداً .
وهنا أرجو الانتباه إلى ما سأقوله وترك العاطفة جانباً :
إذا اتفقنا أن الموضع كله ( لعبة ) كرة قدم حتى وإن حاول البعض تضخيم الأمور وتصوير الأمر كأنه مساس بكيان كبير وتاريخ عريق لنادي كبير وراقي و .. و ... الخ إلا أن الأمر في الحقيقة وفي النهاية لعبة . أما التاريخ فلا يستطيع أحد المساس به وذلك لأن النادي حقق ما لا يحصى من البطولات في كافة الألعاب والنادي يحوي بين جنباته العديد من الأنشطة والفعاليات التي ساهمت ولا تزال في توعية المجتمع والنهوض به بل وحتى تغذية المنتخب السعودي بالعديد من اللاعبين الذين نفخر بهم جميعاً .. إذا أتركو موضوع الكيان والتاريخ والمهزلة جانباً الآن لنعود إلى موضوع الخيارات المتاحة وكنت قد قلت أن الخياران هما الاستمرار وهذا الخيار منطقياً غير مفيد وذلك لأن النتيجة بدأت تزداد والفريق ناقص العدد بل وناقص العدة حيث أن الحارس الحقيقي غير موجود مما يعني أن كل كرة تتجه إلى المرمى فإن نسبة دخولها إلى المرمى أكبر من نسبة عدم دخولها والفريق أصلاً منهار نفسياً وفنياً ومهارياً وحصيلة كل هذا أن النتيجة معرضة للزيادة ربما إلى عشرة أهداف أو أكثر .. خاصة وأن الفريق الآخر لم يكن ينوي التوقف بل كان على أتم الاستعداد لإكمال مهرجان الأهداف لحاجة في نفس يعقوب .
من هنا أقول أن أفضل حل وأسلم طريفة كانت هي الانسحاب والخروج بأقل الخسائر .
والانسحاب قسمان إما الانسحاب المعلن أو الانسحاب بطريقة غير مباشرة عبر استغلال ثغرة في قانون كرة القدم وهذا ما حدث .. وأكبر دليل على أن هذا الخيار هو الحل المناسب أنه حتى الذين صوروا الموضوع على أنه مهزلة وفضيحة متخوفين من أن تثبت فعلاً إصابة اللاعبين وذلك لأن الغيب لا يعلمه إلا الله .. والدليل الآخر على أن هذا النوع من الانسحاب هو استغلال جيد للقانون أنه لم يتبع بعقوبة .
من هنا فإني أدق ناقوس الخطر على أجيالنا القادمة إذا كانت ( لعبة ) تسبب كل هذه الضجة وهذا الانفلات الكلامي والتراشق اللإنساني لدرجة أن يقول أحد الكتاب أن أن هذه الفضيحة ستظل تؤثر على أجيال النادي لأكثر من خمسين سنة قادمة .. فهل سنربي أجيالنا على الانهزامية وتضخيم الأمور والخلط بين المهم والأهم ليأتي علينا يوم يكون فيه ضحايا الكرة أكبر من ضحايا التدخين .
خلاصة القول : أننا نعم يجب أن نشجع ونؤازر ونتنافس ونتحدى ونعاتب بل ونطالب بإبعاد لاعبين أو تنحية مسئولين . ولكنها في النهاية ( لعبة ) .. ولا يجب أن تتعدى ذلك خاصة وأننا في عصر احتراف ولا مجال للعاطفة الشاذة والتعصب الأعمى في هذا الزمن .
خاتمة : ( ليسو بالفرار .. بل هم الكرار إنشاء الله تعالى )
زنقاوي
وقد تحدث الناس عن أن اللاعبين تعمدوا ادعاء الإصابة حتى لا تزداد غلة الأهداف خاصة أن الفريق كان من الأساس منهار نفسياً نتيجة تراكمات سابقة إضافة إلى أن حارس الفريق قد تم طرده وقام أحد اللاعبين بالقيام بمهام الحراسة – اضطرارياً - )
التعليق :
( بالطبع تحدث الكثير على أن ما حدث فضيحة كبرى قد هدمت كل التاريخ الطويل والإنجازات العظيمة لذلك النادي طوال مسيرته .. وكل ذلك لم يكن مدار استغراب بالنسبة لي غير أن كاتبين اثنين كتبا مقالين استهدفا جانب الخطر في داخلي وجعلاني أشعر أن الكتابة فعلاً أمانة وقد تهدم تماما كما تبني ..
وللاختصار فإني أذكر جملتين فقط مما قالا :
فقد قال أحدهما :
1 - هذه الفضيحة سيظل يذكرها أجيال وأجيال .
وقال الآخر المتعصب للفريق المنافس :
2 - هذه الفضيحة ستظل تؤثر على أجيال النادي لأكثر من خمسين سنة قادمة .
وهنا ( مربط الفرس ) بالنسبة لي وهو موضوع الأجيال حيث أننا بحاجة إلى بناء أجيال قوية وواعية ووحكيمة تحسن التصرف وتجيد استغلال الفرص .
وحتى أكون أكثر وضوحاً وواقعية فإني أستأذن القارئ الكريم في مناقشة الموضوع بهدوء وروية وبعيدا عن العاطفة ..
أولاً : دعوني أسأل هذا السؤال : ما السبب وراء وفاة مشجعين من أحد الأندية السعودية 19 سنة و 27 سنة في مدرجات النادي بعد هزيمة فريقهم في مباراتهم أمام الفريق المنافس وفي مباراة مصيرية ؟ هل يستطيع أحد أن يجيبني بقوله : ماتوا بسبب ( حب النادي ) .
حتى وإن تجرأ أحد وقالها فسيشعر ببعض الحرج .. أتدرون لماذا ؟ لأن الموضوع وبكل بساطة ( لعبة ) ...وما أدى إلى وفاتهم سوى خوفهم من الشماتة والعاصفة الهوجاء من التجريح والتلميح التي ستطالهم وتطال ناديهم وحتى إمام مسجد ناديهم لن ينجو من عبارات الغمز واللمز مع أنه في واد وكرة القدم في واد .
والآن اسمحوا لي بالسؤال الثاني وهو : ما هي الخيارات التي كانت متاحة أمام لاعبي أو إدارة النادي بعد دخول الهدف السادس في المباراة ؟
طبعاً ليس هناك سوى خياران اثنان لا ثالث لهما : أولهما / إكمال المباراة واعتبار ذلك شجاعة وثبات على المبدأ . وثانيهما / الانسحاب والخروج بأقل الخسائر .. وهنا لن أسمح لأحد بأن يقاطعني ويقول لي أن خيار الانسحاب غير وارد وإلا فلماذا خصص له بند مستقل وخاص في قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم .. ولو فرضنا أن فريقاً ما سجل هدفاً واتجه ستة من لاعبيه إلى الجمهور للاحتفال بالهدف ثم وقع عليهم حادث وأصيبو جميعاً فهل سيكمل الفريق المباراة .. بالطبع لا. إذا موضوع الانسحاب وارد جداً .
وهنا أرجو الانتباه إلى ما سأقوله وترك العاطفة جانباً :
إذا اتفقنا أن الموضع كله ( لعبة ) كرة قدم حتى وإن حاول البعض تضخيم الأمور وتصوير الأمر كأنه مساس بكيان كبير وتاريخ عريق لنادي كبير وراقي و .. و ... الخ إلا أن الأمر في الحقيقة وفي النهاية لعبة . أما التاريخ فلا يستطيع أحد المساس به وذلك لأن النادي حقق ما لا يحصى من البطولات في كافة الألعاب والنادي يحوي بين جنباته العديد من الأنشطة والفعاليات التي ساهمت ولا تزال في توعية المجتمع والنهوض به بل وحتى تغذية المنتخب السعودي بالعديد من اللاعبين الذين نفخر بهم جميعاً .. إذا أتركو موضوع الكيان والتاريخ والمهزلة جانباً الآن لنعود إلى موضوع الخيارات المتاحة وكنت قد قلت أن الخياران هما الاستمرار وهذا الخيار منطقياً غير مفيد وذلك لأن النتيجة بدأت تزداد والفريق ناقص العدد بل وناقص العدة حيث أن الحارس الحقيقي غير موجود مما يعني أن كل كرة تتجه إلى المرمى فإن نسبة دخولها إلى المرمى أكبر من نسبة عدم دخولها والفريق أصلاً منهار نفسياً وفنياً ومهارياً وحصيلة كل هذا أن النتيجة معرضة للزيادة ربما إلى عشرة أهداف أو أكثر .. خاصة وأن الفريق الآخر لم يكن ينوي التوقف بل كان على أتم الاستعداد لإكمال مهرجان الأهداف لحاجة في نفس يعقوب .
من هنا أقول أن أفضل حل وأسلم طريفة كانت هي الانسحاب والخروج بأقل الخسائر .
والانسحاب قسمان إما الانسحاب المعلن أو الانسحاب بطريقة غير مباشرة عبر استغلال ثغرة في قانون كرة القدم وهذا ما حدث .. وأكبر دليل على أن هذا الخيار هو الحل المناسب أنه حتى الذين صوروا الموضوع على أنه مهزلة وفضيحة متخوفين من أن تثبت فعلاً إصابة اللاعبين وذلك لأن الغيب لا يعلمه إلا الله .. والدليل الآخر على أن هذا النوع من الانسحاب هو استغلال جيد للقانون أنه لم يتبع بعقوبة .
من هنا فإني أدق ناقوس الخطر على أجيالنا القادمة إذا كانت ( لعبة ) تسبب كل هذه الضجة وهذا الانفلات الكلامي والتراشق اللإنساني لدرجة أن يقول أحد الكتاب أن أن هذه الفضيحة ستظل تؤثر على أجيال النادي لأكثر من خمسين سنة قادمة .. فهل سنربي أجيالنا على الانهزامية وتضخيم الأمور والخلط بين المهم والأهم ليأتي علينا يوم يكون فيه ضحايا الكرة أكبر من ضحايا التدخين .
خلاصة القول : أننا نعم يجب أن نشجع ونؤازر ونتنافس ونتحدى ونعاتب بل ونطالب بإبعاد لاعبين أو تنحية مسئولين . ولكنها في النهاية ( لعبة ) .. ولا يجب أن تتعدى ذلك خاصة وأننا في عصر احتراف ولا مجال للعاطفة الشاذة والتعصب الأعمى في هذا الزمن .
خاتمة : ( ليسو بالفرار .. بل هم الكرار إنشاء الله تعالى )
زنقاوي
عدل سابقا من قبل zangawwy في الأحد أبريل 26, 2009 4:46 pm عدل 1 مرات